أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الخميس 07 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 03 نوفمبر 2011 06:15

- شرح كتاب الذّكر (25) فضل قول:" لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له "

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الباب السّادس: التّرغيب في قول:" لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ".

شرح التّبويب:

ذكر المصنّف رحمه الله تعالى في التّرغيب في هذه الكلمة ثلاثة أحاديث تنصّ على فضلين من الفضائل:

الأوّل: أنّ هذه الكلمات بمثابة عتق الرّقاب. والثّاني: أنّها خير الدّعاء.

والأحاديث الّتي ساقها المصنّف في هذا الباب إنّما تعمّ الأوقاتِ كلَّها، فهي من الأذكار المطلقة، وهناك أحاديث تبيّن فضلها وهي مقيّدة، بكونها من أذكار الصّباح والمساء، أو دبر الصّلوات، وعند الاستيقاظ من النّوم، وفي السّفر، وعند دخول السّوق، وعند الصّعود على الصّفا والمروة، وغير ذلك.

الحديث الأوّل:

عن أبي أيُّوبَ الأنْصَارِيِّ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال:

(( مَنْ قَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عليه السّلام )).

[رواه البخاري ومسلم، والتّرمذي والنّسائي].

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى:

قال الإمام النّووي رحمه الله:" هذا الحديث فيه أربعة تابعيّون، يروي بعضهم عن بعض، وهم: الشّعبي، وربيع، وعمرو، وابن أبي ليلى ".

ويقصد ما ذكره البخاري ومسلم عقب رواية الحديث أنّ الشَّعْبِيّ قال: فقلت للرّبيع: ممَّن سمعتَهُ ؟ قال: من عمْرِو بنِ ميْمونٍ، قال: فأتيتُ عمرَو بنَ ميمونٍ فقلتُ: ممّنْ سمعتَهُ ؟ قال: منْ ابنِ أبي ليلَى، قال: فأتيتُ ابنَ أبي ليلَى، فقلْتُ: ممّنْ سمعتَهُ ؟ قال: من أبي أيّوبَ الأنصارِيِّ يحدِّثُهُ عنْ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم.

وفائدة ذلك: بيان صحّة مذهب جمهور المحدّثين أنّ الحديث المرسل ليس بحجّة، وأنّ التّابعي إذا رفع الحديث إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد يسقط تابعيّا آخر. وقد ذكر الحافظ في "شرح النّخبة" أنّه وقع له حديث رواه سبعة من التّابعين بعضهم عن بعض.

الثّانية: معنى هذه الكلمات:

قد مضى بيان معنى كلمة التّوحيد.

أمّا قوله: ( وَحْدَهُ ) فمعناه "منفردا"، ولا تستعمل إلاّ منصوبة على الحاليّة، وقول العامّة: جئت لوحدي لحن.

وهذه الحال مؤكّدة؛ فإنّ كلمة التّوحيد تدل على الانفراد بالألوهيّة كما سبق بيانه، فكلمة (وحده) جاءت لتؤكّد التّوحيد الخالص، كما أنّ الله تعالى أكّد نهيه عن الشّرك، فقال:{وَقَالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [النحل:51]، فإذا نهى عن اتّخاذ معبودين فنفيُ ما هو أكثر أولى.

بل زاد هذه الكلمة توكيدا فقال: ( لاَ شَرِيكَ لَهُ ) لا في صفاته ولا أفعاله، فإنّما يحتاج إلى الشّريك الفقير الضّعيف، والله هو الغنيّ القويّ.

وقد روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( قَالَ اللهُ تبارك وتعالى:" أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ")). أي: من عمل شيئا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الشّريك؛ وذلك لأنّه تعالى له الملك وحده فقال:

( لَهُ المُلْكُ ): وكثيرا ما ينبّه الله تعالى على قبح الشّرك ويُذَكّر عباده بملكه، فقال:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة:17]، وقال:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [المائدة:18]، وقال:   {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيت} [الأعراف: من الآية158]، وقال:{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [الفرقان:2]... وغير ذلك.

ولمّا كان ملك الله تعالى ليس كملك البشر الّذي يعتريه النّقص والقصور، أو الظّلم والجور، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

( وَلَهُ الحَمْدُ ): يحمد على تمام ملكه فما من نعمة إلاّ وهو المنعم بها:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: من الآية53]، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأمرنا أن نقول إذا أصبحنا وأمسينا: (( اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ )) [أبو داود عن عبد الله بن غنّام البيّاضي رضي الله عنه].

كما يُحمد على عدله في ملكه، فهو ليس كملوك الدّنيا يسري عليهم الظّلم والجور. ولو أراد أن يعطي من منع، ويمنع من أعطى لفعل فـ:

( هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ): فأثبت هذا الذّكرُ لله تعالى: وحدانيّته في ألوهيّته، وونفيها عمّا سواه، وتمام الملك، والقدرة، الّذين يدلاّن على تمام الغنى والعدل والحكمة.

الفائدة الثّالثة: معنى العِتق.

معنى عِتق النّفس هو من حيث اللّغة بمعنى فكّ الرّقبة، إلاّ أنّ المعنى الشّرعي لها هو الانفراد بفكّها، يدلّ على ذلك ما رواه أحمد عنِ البراءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ؟ فقال: (( لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَعْتِقْ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ )) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ! أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ ؟! قال: (( لَا، إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا )).

الفائدة الرّابعة: بيان الصّواب في أجر قائل هذا الذّكر.

اختلفت الرّوايات في عدد الرّقاب الّتي جعل الله أجر عِتقها لقائل هذا الذّكر، فهناك هذه الرّواية تذكر ( كان كعتق أربعة أنفس )، وأخرى كعتق عشرة أنفس، وثالثة كعتق رقبة. ومواقف العلماء اختلفت لاختلافها:

أ) الموقف الأوّل: التّضعيف، فحكم على الرّواية الّتي تذكر عشر رقاب وأربع رقاب بالشّذوذ. ورجّح الرّواية الّتي تذكر رقبة واحدة. وهذا قول الإمام البخاري رحمه الله في "صحيحه"، وعكس الحافظ الأمر، فقال:" وأمّا ذكر رقبة بالإفراد في حديث أبي أيّوب فشاذّ، والمحفوظ أربعة ...".

ب) الموقف الثّاني: من حكم على رواية العشر رقاب فقط بالشّذوذ، وصحّح رواية الأربع.

ج) الموقف الثّالث: من صحّح الجميع وجمع بينها، فجمع القرطبي في " المفهم " بينها على اختلاف أحوال الذّاكرين، فقال:

" إنّما يحصل الثّواب الجسيم لمن قام بحقّ هذه الكلمات، فاستحضر معانيَها بقلبه، وتأمّلها بفهمه، ثمّ لمّا كان الذّاكرون في إدراكاتهم وفهومهم مختلفين، كان ثوابهم بحسب ذلك; وعلى هذا ينزل اختلاف مقادير الثواب في الأحاديث، فإنّ في بعضها ثوابا معيّنا، ونجد ذلك الذّكر بعينه في رواية أخرى أكثر أو أقلّ "اهـ.

وهذا القول إنّما يصحّ في الأحاديث الّتي تعدّدت مخارجها، أمّا الّتي مخرجها متّحد كهذا فلا يمكن.

والصّواب - والله أعلم - أن يقال: إنّ الأحاديث الّتي لا ريب في صحّتها تذكر الأجر (عشر رقاب) لصنفين:

الأوّل: من قال هذا الذّكر له بكلّ عشر مرّات فضل عتق رقبة، فإذا قالها مائة مرّة ثبت له فضل عتق عشر رقاب، وهذا ثابت في الصّحيحين.

الثّاني: من قالها بعد أوقات خاصّة كحديث النّسائي والتّرمذي عَنْ عُمَارَةَ بْنِ شَبِيبٍ السَّبَائيِّ رضي الله عنه قال: قال رسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ عَلَى إِثْرِ الْمَغْرِبِ بَعَثَ اللَّهُ مَسْلَحَةً يَحْفَظُونَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ مُوجِبَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ مُوبِقَاتٍ، وَكَانَتْ لَهُ بِعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ )).

فيختلف المقدار باختلاف الزّمان.

و قد يحدث اختلاف عدد الرّقاب باختلاف أنواعها، فالرّقاب من بني إسماعيل تختلف عن غيرها. وهي:

الفائدة الخامسة:

قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ )) مبالغة في بيان فضل هذا العمل، لأنّ أشرف الرّقاب هم العرب من بني إسماعيل عليه السّلام؛ حتّى إنّ العرب كانوا إذا نذروا عتق رقبة خصّوها بكونها من بني إسماعيل.

وقد حثّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على عتقها، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُها فِيهِمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (( هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ )) وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا ))، وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ: (( أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ )).

ولمّا كانت أشرف الرّقاب كانت أغلاها، روى البخاري عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قالَ: (( إِيمَانٌ بِاللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ )). قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قال صلّى الله عليه وسلّم: (( أَعْلَاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا )).

فإذا كانت أغلاها وأشرفها شبّه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم السّعي بين الصّفا والمروة بعتق عشر من ولد إسماعيل.

وليعلم المسلم أنّ هذا الذّكر يعادل ركعتي الطّواف لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (( وَأَمَّا رَكْعَتَاكَ بَعْدَ الطَّوَافِ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ عليه السّلام )) [ رواه الطّبراني في "الكبير" وقد مضى معنا في "كتاب الحجّ"].

قال العلماء: ويستفاد منه جواز استرقاق العرب خلافا لمن منع ذلك.

والله أعلم.

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.